المحور الثاني: الوعي واللاوعي
2- مناقشة موقف سيغموند فرويد:
شكل موقف فرويد ونظريته في اللاشعور نقلة نوعية داخل علم النفس. حيث يعود له الفضل في ارساء مفهوم اللاشعور وتأسيس نظرية التحليل النفسي، اضافة الى ذلك فموقفه له قيمة فكرية تتمثل في اعادة الاعتبار الى الحياة الباطنية للانسان، كما انه بين أن المكان الماسب للمجنين و الحمقى ليس السجن وانما المصحات النفسية.
(الحدود)
رغما ما سبق دكره من اعتراف بقيمة الفلسفية والفكرية لموقف فرويد، فهذا لا يمنعنا من المساءلة النقدية لتصور فرويد، الذي ينظر الى الذات الأنسانية باعتبارها ذات منشطرة الى نصفين، بمعنى أخر فرضية اللاشعور التي سبق وتعرفنا عليها من خلال نص فرويد تجعلنا نفهم على أن المتحكم في الحياة النفسية بالاضافة الى الشعور هو اللاشعور و هذا الاخير هو الذي له الغلابة وهو الذي يرجع اليه في تفسير جل السلوكات الانسانية ...فكل السلوكات التي نقوم بها راجعة الى الرغابات والدوافع الغريزية المكبوتة، كما انه فسر سلوكات التي يقدم عليها الطفل الصغير في علاقته بثدي امه بما سماه الطاقة الليبيدية وليس دافع هو التغدية. هذا القول في جملته يجعل الانسان مجرد حيوان مدفوع برغباته ومكبوتاته.
موقف اميل شارتي (الأن):
حسب اميل شارتي يطرح لفظ اللاشعور نوعا من الصعوبة، ومن المهم أن نفهم كيف تخيل علم النفس هذه الشخصية الاسطورية، التي تنفلت من الشعور وتمنحه نتائج تفتقر الى معاني العلية (الخوف مثلا) كما أن فرضية اللاشعور جعلتنا نعتقد أن اللاشعور هو انا اخر لم احكام مسبقة.. لكن ما يوجد فينا من افكار سوى ما تمنحنا اياه الذات الفاعلة اي الشخص المتكلم.