الايديولوجيا والوهم - تحليل نص الايديولوجيا والوهم بول ريكور

 الرغبة والحاجة

تحيل الحاجة على ماهو ضروري لبقاء الذات من مأكل ومشرب ... أما الرغبة فتحيل على ميل ونزوع الذات الى كل ما يجلب لها اللذة والاستمتاع سواء كانت هذه الذات تحتاجه عمليا وواقعيا أم لا. فما طبيعة الرغبة؟ وكيف تتحدد علاقتها بالحاجة؟ وهل يمكن للحاجة أن تتحول الى رغبة ؟

الرغبة والحاجة مفهوم الرغبة اولى بكالوريا

تحليل نص ميلاني كلاين:

اطروحة: 

تعتبر علاقة الطفل بأمه من خلال فعل الرضاعة تجسيدا لتدخل مفهومي الرغبة والحاجة، إذ يتم تلبية الحاجة بمرعاة شرط اشباع الرغبة لدى الطفل على اعتبار أن الطفل لا يكتفي في علاقته بأمه بتلبية الحاجة فقط بحيث ترتبط الحاجة بالرغبة داخل علاقة لاشعورية تصبح متحكمة في حياة الفرد المستقبلية.

من موقع التحليل النفسي تقوم ميلاني كلاين بتحديد طبيعة العلاقة بين الحاجة والرغبة وكيف تتحول الحاجة البيولوجية الى رغبة نفسية لاشعورية، تربط ميلاني كلاين بين طرق التربية النفسية واشباع الحاجة وتحقيق الرغبة من جهة، كما قارنت من جهة ثانية بين طريقتي الإرضاع المختلفتين اللتان لا تلبيام رغبة الطفل وتكتفيان بتحقيق الحاجة فقط ليتبين أن الطفل الرضيع يميل الى ثدي امه تحت ضغط الحاجة البيولوجية اولا ولكن اساس رغبته هو في التخلص من دوافعه التدميرية وقلقه الاضطهادي.

لذلك تنبه كلاين الى العلاقة التشيئية بين الطفل وثدي الأم، فالثدي ليس وسيلة لاشباع حاجة بيولوجية فقط هي الطعام .. بل هو رغبة في الحنان والتعبير عن القلق والثوتر والمعاناة كذلك. وهكذا كلما نجحت طرق التربية في خلق التوازن النفسي بين مبدأ اللذة ومبدأ الواقع انعكس ذلك ايجابا على شخصية الطفل مستقبلا، وبالعكس كلما تعرضت رغبة الطفل للاحباط الشديد أو الاهتمام المبالغ فيه يمنع الطفل من تتبيت عنصر الأنا لديه ويعرقل تطور العملية الإبداعية ويحرمه من اغناء شخصيته.

البنية الحجاجية:

جاء نص ميلاني كلاين غنيا بالاساليب الحجاجية التي تروم من خلالها توضيح موقفها من علاقة الرغبة بالحاجة سوف ندرجه في الجدول التوضيحي التالي:

مضمونه (الغاية منه)	المؤشرات الدالة عليه من النص	الاسلوب
تنفي كلاين افتصار علاقة الطفل بثدي امه على تلبية الحاجة فقط بل ان الطفل يتخلص من دوافعه التذميرية أيضاوهي رغبة يلبيها من خلال ثدي امه	لا يتعلق الامر بالحاجة	النفي
استندت كلاين الى شهادة الراشدين لتجسيد التوتر الذي حصل لهم في علاقة الغبة بالحاجة لديهم ذلك انه لم تكن لهم مساحة للبكاء بغعل تلبية حاجاتهم بسرعة	لقد سمعت من بعض الرشدين	الاستشهاد
قارنة ميلاني كلاين بين طريقتي الارضاع المختلفتين بحيث لا نلبيان رغبة الطفل وانما تحقق فقط الحاجة	مقارنة عن طرق اخرى	المقارنة

استنتاج:

حاولت ميلاني كلاين من خلال هذا النص أن تجسد ارتباط مفهوم الرغبة بالحاجة وذلك في اطار علاقة الطفل بثدي الأم يمكن ان نخلص من خلال ما سبق الى فشل الام في تلبية رغبة طفلها بسبب عدم ادراكها لهذه الرغبة مما يحول دون فتح المجال امام الطفل من اجل التخلص من دوافعه التدميرية من جهة ومن تكيفه مع العالم الخارجي وبحثه الدائم عن حلول الملائمة لمواجهة الصعوبات من جهة ثانية وبهذا يمكننا ان نستنتج بان الرغبة ان كانت مرتبطة بالحاجة فهي تتجاوزها.

مناقشة النص:

موقف رالف لينتون:

يقسم رالف لينتون الحاجات الى ثلاثة اصناف  يمكن ادراجها على الشكل التالي:

• حاجات بيولوجية: متعلقة بالحفاظ على الجسم يشترك فيها الانسان والحيوان كالحاجة الى الاكل والنوم ..
• حاجات اجتماعية: ضرورة عيش الانسان داخل المجتمع، يشترك فيها الانسان مع الحيوان على الرغم من الطريقة البدائية التي يلبي بها الحيوان هذه الحاجة.
• حاجات النفسية: قد يصعب تحديد هده تحديد دقيقا لكن تبقى الحاجات النفسية موازية للحاجات السابقة إذ انها رغبات نفسية لاشعورية تعمل على تقافة على تحديد كيف يتم تلبيتها.

 

تعديل المقال